مؤتمر الاسلام حياة

تم بعون الله تعالى افتتاح مؤتمر (الاسلام حياة) في يوم 12/3/2019 في جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية بالاشتراك مع جامعة وارث الانبياء كلية العلوم الاسلامية  ، وقد كان لعميد كلية العلوم الاسلامية / جامعة وارث الانبياء الدكتور طلال فائق الكمالي كلمته الافتتاحية المتميزة في المؤتمر وقد عقد المؤتمر جلسته الاولى في كلية القانون في جامعة كربلاء ، اهتم المؤتمر بمناقشة بعض القضايا المهمة وتقديم البحوث من لدن الاساتذة بما يخص عنوان المؤتمر وقد تميز المؤتمر بحضور رئيس جامعة كربلاء ومساعديه وعمادات بعض الكليات فضلاً على حضور اساتذة كلية العلوم الاسلامية من الكليتين . ومن ضمن برنامج اعمال المؤتمر استضافة السيد الدكتور محمد علي بحر العلوم كأحد المحاور المهمة في البحوث .

وعلى هامش المؤتمر تم عقد جلسات بحثية في كلية المعارف الاسلامية في مجمع سيد الشهداء شارك فيه خمسة وسبعون باحثاً تم مناقشة هذه البحوث بجلسات متعددة وفي آن واحد . 

 

                         نص الكلمة الافتتاحية في مؤتمر الاسلام حياة  للدكتور طلال فائق الكمالي :

 بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق اجمعين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين 

 

أيها الحضور الكريم مع حفظ الالقاب والمناصب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

من اليوم الاول لبزوغ شمس العتبات المقدسة بحلتها الجديدة بعد سقوط النظام البائد، إنبرت إدارات العتبات المقدسة كافة ومنها إدارة العتبة الحسينية المقدسة بتبني المشاريع الفكرية واحتضانها، لا لأن بعضا من رجالاتها من هم في خضم هذا الجانب، بل لأن هوية المكان ورؤية صاحب المقام ، والرسالة التي ضحى من اجلها ، والراية التي رفعها ، وخطاه التي سار عليها مقتفياً أثر جده المصطفى (ص) اذ هو منه (حسين مني وانا من حسين)،كل ذلك دفع أدارات العتبات المقدسة إن تجند نفسها لبناء هيكل المشروع الفكري وترصينه.

  فالحسين وجه من وجوه الاسلام، والاسلام حياة، ومنهج لا ينفصل فيه الجانب الاجتماعي عن المحتوى الروحي ولا يقتصر على علاقة الانسان بربه فحسب، بل الاسلام عطاء متجدد ومعين لا ينضب غسل ادران العبودية بأشكالها المزيفة، وقدم الانسان كمشروعٍ الهي منطلقه العزة والاباء التي استشهد من اجلها ابو الاحرارعليه السلام........ كل ذلك دفع بإدارة العتبة المقدسة ان تدرك اهمية الجانب الفكري والعقدي لأي مشروع.

 من هنا يمكن لنا ان نعد مشاريع العتبة الحسينية رافدا يصب في مشروع الامام الحسين الاصلاحي، اذ لا يخفى على الحضور ان مشروعه (عليه السلام) هو مشروع بناء الانسان وصيانته فكريا، وعقدياً ، وسلوكياً، بغية الوصول به الى مرتبة الخلافة الالهية اين ما حل، في بيته ام في عمله ام في الازقة والطرقات ام في مؤسسات ادارة الدولة.

     ولعل رعاية العتبة الحسينية المقدسة لهذا المؤتمر الذي تبنته جامعتا كربلاء و وارث الانبياء وبإدارة كليتي العلوم الاسلامية في الجامعتين، هو خير مصداق لما اشرنا الية واكدنا عليه.

 وبالنظر الى عنوان المؤتمر وشعاره (الاسلام حياة) نعتقد أن اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر قد وفقت من اول خطوة، فهي لاحظت وجود فراغ فكري لمعرفة عمق المنظومة الفكرية الاسلامية وآثارها في تنظيم حياة الانسان واسعاده لأن ذلك غاية جميع الرؤى الكونية وجميع الرسالات الالهية، زيادة على الرؤى الأرضية، ، مما دفع اللجنة إلى وضع لبنات هذا المحفل الفكري مرصعًا بمحاور الحداثة في ضوء الشريعة .

 فالإسلام حياة، والحياة متجددة ومتغيرة في كافة ابعادها، وبالأخص في عالمنا المعاصر، والاسلام بهذا يكون مستوعباً للحداثة بكافة صورها على ان لا تتعارض مع ثوابته الاصيلة  فشريعته غير متناهية لاستيعاب التطور الانساني وحاجاته  اللامتناهية, من خلال وجود اسس وقواعد فقهية واصولية استوعبت الثابت من الاحكام والمتغير  منها بلحاظ العنوان الثانوي وفي كل مجالات الحياة. على اساس ذلك نبارك لرئاسة الجامعتين وعمادة الكليتين وكادرهما وجميع الجهات واللجان الساندة لانجاح هذا المؤتمر فضلاً على السادة الحضور كافة ، علاوة على الباحثين الذين زينوا المؤتمر بدراساتهم وفيض علمهم .

اقول قولي هذا واسأل الله ان يوفق الجميع لخدمة الدين والانسان والوطن .