مقال بعنوان (مشكلة المياه في العراق وكفائة ادارتها) للاستاذ الدكتور عباس كاظم الدعمي | جامعة وارث الأنبياء

مقال بعنوان (مشكلة المياه في العراق وكفائة ادارتها) للاستاذ الدكتور عباس كاظم الدعمي

  تشكل المياه عصب الحياة في جميع بلدان العالم ومنها العراق نظراً لاهميته ولكونه يدخل في جميع استخدامات الحياة بمختلف انشطتها,فهو مردوداً اقتصادياً شانه شان بقية الموارد الاقتصادية الاخرى , وهذا لابد من استغلاله استغلالاً امثلاً خصوصاً عندما يكون متاحاً داخل البلد الواحد, ولقد ظهرت مشاكل عديدة فيما يتعلق باستخدامات المياه فيما بين البلدان التي تشترك مع بعضها البعض في الاستخدامات وصلت في بعض الاحيان الى الحروب , وقد تصل في بعض الاحيان الى نزاعات وخلافات داخل البلد الواحد بل بين الوحدات الاقتصادية الصغيرة المستخدمة للمياه والتي تعتمد عليها كمصار لتكوين الدخل او الناتج. لقد ظهرت في الاونة الاخيرة مشكلة شحة المياه في العراق خصوصاً وان منابع او مصادر المياه هي خارجه عن السيطرة العراقية, رافق ذلك سوء ادارتها من قبل الحكومة والافراد معا , مع تراجع الاستثمارات في مشاريع الري والبزل ومياه الصرف الصحي .....الخ من المشاريع الاروائية والخدمية المتعلقة باستخدامات المياه,ويمكن القول بان مشكلة شحة المياه كانت تتركزفي الاتي : 1.  ان مصادر ومنابع المياه خارج سيطرة العراق وبالتالي فان كميات المياه الداخلة للعراق تتحكم بها تركيا. 2. المشاريع الاخيرة التي قامة بها تركيا والجمهورية الاسلامية من سدود وقنوات على نهري دجلة والفرات. 3.   سوء ادارة واستخدامات المياه بكفاءة داخل العراق. ولوركزنا على الامر الذي يتعلق بادارة المياه بكفاءة عالية داخل البلاد لوجدنا ان العراق يهدركميات كبيرة من المياه سواء التي يتعلق منها بنهري دجلة والفرات او التي يتعلق منها بمياه الامطار والحفاظ عليها , او التي يتعلق منها باعادة تدوير واستخدامات المياه لاكثر من مرة وهذا يرجع للاسباب الاتية : 1.  عدم وجود منظومان اروائية متطورة وحديثة . 2.   تسرب كميات كبيرة من المياه العذبة عبر المبازل والقنوات الاروائية , كما ان كميات كبيرة تتسرب عبر الخليج العربي لعدم وجود سدفي نهاية مصب نهري دجلة والفرات . 3.     كثرة تطفح المياه في المناطق السكنية بسبب غياب شبكات الصرف الصحي . 4.  ضياع كميات كبيرة من المياه عبر الاستخدامات الاخرى كالاستخدامات المنزلية او التجارية او الصناعية . 5. عدم وجود السدود والقنوات الرئيسية او الفرعية على نهري دجلة والفرات والانهار الفرعية والتي تنظم توزيع المياه . 6.  عدم وجود خزانات مياه سواء اكانت كبيرة او صغيرة لخزن المياه. 7.   قلة مشاريع معالجة مياه المبازل وشبكات الصرف الصحي . 8.   لا يوجد مسح دقيق حول استخدامات المياه وكفائة التصرف بها . 9.   ضعف غياب الانظمة والقوانين والتشريعات التي تحاسب المسيئين في استخدامات المياه المختلفة . 10.غياب البرنامج الاستثماري الخاص بتطوير الشبكات الاروائية . 11.لازالت اساليب استخدام المياه في الزراعة هي اسالب تقليدية مما يؤي الى هدر كميات كبيرة من المياه العذبة . 12. غياب البحث والتطويرفي مجال انتاج المحاصيل الزراعية , خصوصا تلك التي تحتاج الى مياه اقل وغيرها من الابحاث الاخرى . هذه الاسباب وغيرها من الاسباب الاخرى قد ساعدت في شحة المياه , ناهيك عن قيام تركيا بالضغط على الحكومة العراقية من خلال تخفيض كميات المياه الداخلة للعراق ومن اجل معالجة المشكلة لابد من اتخاذ بعض التدابير والاجراءات سواء على المستوى الحكومي او الاجتماعي لمواجهة هذه المشكلة خصوصا وان الامرلايتعلق بالجيل الحالي وانما ايضا بالاجيال القادمه اذ كيف يمكن لنا ان نتصور الحياة في الاعوام القادمة بدون مياه ؟ وما هو حجم المشاكل والنزاعات التي قد تظهر بين الافراد في ظل شحة المياه؟ وهذا مايحتم على الجميع مسؤولية شرعية ووطنية واجتماعية وحكومية لمواجهة هذا الخطر الكبير, ولعل من اهم التدابير التي يتحتم علينا القيام بها هي : 1. استخدام منظومات اروائية ذات تقنيات عالية في مجال الاستخدامات الزراعية وغيرها . 2. اجراء مسح شامل ودقيق حول كميات المياه المستخدمة في جميع المجالات وكفائة التصرف بها خلال تقسيم العراق الى وحدات لاتتجاوز عن (15كم2 ) . 3.سن وتفعيل القوانين والتعليمات التي تحاسب مسيئي استخدام المياه سواء الاستخدامات المنزلية او الزراعية اوالتجارية اوالصناعية وغيرها . 4.اللالتزام ببرنامج استثمارية مكثفة لتطوير جذري في شبكة الارواء ومنها اقامة السدود والقنوات الرئيسية والفرعية على نهري دجلة والفرات . 5.الاكثار من نقاط تنظيم المياه لضبط توزيعها على القنوات الفرعية والسواقي وغيرها. 6.انشاء شركات متطورة تنظيميا وفنيا وتقنيا تتولى تنفيذ ومتابعة المشاريع الاروائية والزراعية وغيرها من المشاريع التي تتعلق باستخدامات المياه . 7. اعادة استخدام المياه المختلفة مرة اخرى عبر انشاء محطات لمعالجتها. 8.تشجيع البحث عن محاصيل زراعية حاجتها للمياه اقل وتقاوم الملوحة من خلال الانتفاع من التجارب العالمية ,وكذلك الاستفادة من مراكز البحث العلمي . 9. منع تسرب مياه الصرف الصحي وسوائلها الى الانهار , وتحويلها الى محطات المعالجة . 10. مواصلة اقامة علاقات طيبة ومستمرة مع جميع دول الجوارفي المنطقة وخصوصا الدول التي نشترك معها في الموارد الاقتصادية, وهي من شروط الاستقرار ودوام السلام وتوسيع التعاون والازدهار. 11.  توظيف الادوات المشروعة من القوانين والاعراف الدولية الخاصة بالمياه. 12.    قيام وزارة الخارجية والموارد المائية والحكومية ببذل المزيد من الجهد المنظم والمتواصل وعلى اساس منهجي قويم لتصل الى ترتيبات معقولة ومنصفة بين العراق وجيرانه في المناسيب السنوية والموسمية للمياه. 13.  قيام وسائل الاعلام المختلفة بنشر ثقافة حسن استخدامات المياه المختلفة اذ ان هدر المياه يشكل عبئاً على الاجيال الحالية والمستقبلية . كلنا املاً ان نقوم جميعا بالحفاظ على هذا المورد الاقتصادي المهم وهو لا يقل شأنا عن النفط.    

  الاستاذ الدكتور

عباس كاظم الدعمي