ألقى الدكتور طلال فائق الكمالي عميد كلية العلوم الاسلامية في جامعة وارث الانبياء عليه السلام كلمة بالنيابة عن الجامعات المشاركة في المسابقة والتي جاء فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس غريبا أنْ تتبنى العتبات المقدسة ومنها العتبةُ العباسيةُ المقدسةُ نشاطا معرفيا كما هو حالُ المسابقةِ ( معارف الثراث الفرقية) التي عنيت باحتضانِ مجموعةٍ من طلبةِ جامعاتِنا العراقية، وتسليطِ الضوءِ على قدراتِهم الذهنيةِ والمعرفية، فلا يخفى على الجميع أنّ من أهمِ وظائفِ العتباتِ المقدسةِ هو الوقوفُ على الجانبِ العلمي والمعرفي، لأنّ هذا الجانبَ يعدّ أولَ السلمِ في مراتبِ الاستكمالِ المعرفي والنفسي، ثم الإجرائي السلوكي، فالإنسانُ بحاجةٍ دائمةٍ إلى حركةٍ ذهنيةٍ تؤول إلى تحديثِ معارفِه، وتُنَشّطُه باتجاهِ الخروجِ من دائرةِ الضلالةِ والتيهِ إلى دائرةِ النورِ والهدى، ففي العلمِ تَكمُنُ الهدايةُ بعينِها، وبه تُكشفُ الحقائقُ والماهياتُ، وعنده تُبَرهَنُ النتائجُ، ومن ثم الانطلاقُ منها إلى صوبِ الارتقاء والفوزِ بالنجاة ... نجاةُ الدينِ والدنيا والاخرة.
من هنا كانت ريادةُ العتبات المقدسةِ الاهتمام في مثلِ هكذا نشاطاتٍ فضلا عن نشاطاتٍ متعددةٍ أخرى، نجدُ أنّ جُلَّ موضوعاتِها ومحورِها الرئيس هو الإنسانُ، في سبيلِ الارتقاء بها نظريا وعمليا، بوصفه خليفةَ اللهِ تعالى في الأرض
من هنا يمكنني القولُ: إن إدراكَ أيَ مؤسسةٍ إلى ماهيةِ هويتِها وحقيقةِ تكليفِها، ومعرفةِ وظيفتِها، ومقصدِ عملِها، وإدراكِها إلى أولوياتِ نشاطاتِها، هو سلّمُ النجاح... والناظرُ إلى نشاطاتِ العتبةِ العباسية المقدسة في هذا البابِ يُدركُ تَمَيُّزِها ويدركُ هذه الحقيقةَ التي لا ريب فيها.
ولأني كلفت بإلقاء كلمةِ الجامعاتِ المشاركةِ وهي كلٌّ من جامعةِ المستنصريةِ والكوفة، والمثنى وميسانَ والقادسيةِ وواسطِ وكربلاءَ وبابلَ، جامعةِ الامامِ الكاظمِ فضلا عن جامعاتٍ أهليةٍ وهي كلٌّ من واهلِ البيتِ والكفيلِ ووارثِ الانبياء أقول: إننا في رئاساتِ الجامعات وعماداتها نثمنُ جهدَ قسم الشؤون الإسلامية والإنسانية ونكبرُ مسعى إداراة القسمِ وشعبِه ومراكزِه لما ابدوه من جهدٍ ليس بقليلٍ في إنجاحِ هذا النشاطِ، والذي كان مآلُهُ فوزَ جامعةِ وارثِ الأنبياء بالمرتبةِ الأولى وجامعةِ الكفيل بالمرتبة الثانية وكليةِ الإمام الكاظم بالمرتبة الثالثة،
فكلُ الشكرِ والتقديرِ لإدارةِ العتبةِ العباسية المقدسة ولا سيما ادارةُ قسمِ المعارف الإسلامية والإنسانية.... وأقولُ لهم إننا في الجامعاتِ العراقيةِ كافة نشدُ على عضدِكم ونواكبُ خطاكُم في تجسيدِ خطى مدرسةِ أهلِ البيتِ عليهم السلام، وأقولُ أنّه مهما بذلنا من جهدٍ واجتهادٍ خدمةً للإنسانِ سيبقى العقلُ والضميرُ وصوتُ الحقِ يستصرخُنا لتقديمِ المزيدِ خدمةً للدينِ والانسانِ والوطنِ.