السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلبتنا أحبتنا وقرة أعيننا
بعد التحيات الموشحة بالتبريكات
أقول: عام مضى وأقبل عامٌ آخر، كأنَّ أيامه مرَرْن لحظات، فأفلِتْ من رصيد العمر سنوات، بين فرحٍ وحزن، وتقلب الأمزجة والأقدار، بين جروح وآهاتٍ وابتهاجٍ وابتسامات من دون أنْ يُدرك بعضنا الهدف والغاية أو يلتمس البلوغ في تحقيق رسالة الحياة، فما أجمل قول الله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ) إذ تضعنا أمام إدراك تقلبات الأمزجة والأقدار، لنضع أنفسنا في قدرٍ من هذه المداولة وايّ بلوغ وصلناه.
أحبتي ما مرَّ بكم من حزن سينتهي وينقضي، وما فاتكم من فرح سيعود، وبين هاتي وتلك، علينا السعي إلى تحقيق الأمل المرجو، والتزود بالمتاع والاستعداد ليومٍ تشخص فيه الأبصار:(ما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ).
ولكي نتزود بزاد الخير علينا أنْ نسعى بجهد واجتهاد لخدمة الدين الذي رسم معالم سعادة الدارين وخدمة الانسان الذي هو من سنخنا وجنسنا لإثبات حقيقة هويتنا الانسانية عبر التعامل بالخير والاحسان والمحبة وخدمة الوطن الذي اثقلته الجراح وأوجعته الالآم عسى ان نكون ممن عزز اوتاده وشارك في إعلاء لوائه وانتهى الى سمو رفعته.
أحبتي
واضبوا على طلب العلم والمعرفة فإنّه طريق السعادة.
انشروا عطر الحبِّ بينكم ففيه راحة البال واستقرار النفس.
اخلصوا في أعمالكم فمآله الإرساء في برِّ الامن والأمان.
اجتهدوا في نشر الخير والإحسان فمآله لكم ولغيركم.
جاهدوا في طلب الحق والحقيقة ولتكن هويتكم، فهي مأوى العقل والوجدان.
أحبتي، أُذكِّركم بأنْ لا تدَّخروا جهدًا في طلب السعادة والاستقرار والامن والأمان في زمن كَثرُت فيها الجراحات والويلات.
اسأل الله أنْ يقرَّ عيني بكم وأنتم متوجون بالمراتب العليا، خدمة الدين والانسان والوطن.