كلمة السيد احمد الاشكوري دام توفيقه في مؤتمر الاسلام حياة الخامس
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله اجوركم بذكرى رحيل الرسول الاكرم صلى الله عليه واله ثم الثناء الجميل لمبادرة المتولي الشرعي للعتبة الحسنية ولمتابعة جامعة وارث الانبياء وكليه العلوم الاسلاميه ولمساندة الهيئات الساندة واللجان الاستشارية والعلميه والتحضيرية والاعلاميه الساده الباحثون والحضور الكرام والسيدات مع حفظ الالقاب والمقامات والمناصب
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لمن دواعي السرور والاعتزاز ان تجتمع هذه النخبه المباركه في هذا المحفل العلمي وهم يحملون في عقولهم قبل اوراقهم رؤى وافكار ونظريات علميه تسهم في تعزيز حاجات المجتمع ومدنيته وحضارته وثقافته ورقيه وتنظم المؤتمر الدولي الخامس الاسلام حياه والموسوم بحقوق الانسان والتحديات المعاصره واما ورقه البحث فتشتمل على مقدمه وعلى محاور اربعه مقتضبه.
اما المقدمه مقوله حقوق الانسان هي من المقولات السهل الممتنع لخفائه المفهومي والتطبيقي والمنهجي وللمغايرة بين القانون الوضعي والقانون الشرعي وبين المدارس الفكريه المختلفه والمنفعله من تصورات نابعه من خلفيات ايديولوجيه واختلاف طبيعه السلطه السياسيه فلذا ينبغي التبويب الى حقوق الانسان في الفكر الاسلامي كما لابد من المقارنه بين ذات وبين النظريه الاشتراكيه الماركسيه لحقوق الانسان وكذا النظريه الليبراليه وغيرها لدفع الالتباس والذي يهمنا في هذا المحفل هو الاول اعني حقوق الانسان في الفكر الاسلامي.
اما المحور الاول الحق واهميه نشر الثقافه الحقوقيه:
فالحق سواء بمعنى ميزة كما منحها القانون كما صرح عليه القانون الوضعي ام اولويه تستبطن مصلحه الحق ذاتيه او جعليه مع استلزام مسؤوليه تقع على الطرف الاخر كما هو عليه القانون الشرعي، وكما ان للحق من اهميه في البنيه القانونيه والفلسفيه والفكريه والفقهيه العالميه والبنيه السياسيه والحضاريه، استدعى ان نسجل ثمرات لمنظومه الحق ونتائج منها لا على سبيل الحصر:
- أولا: تحقيق العداله بمفاصلها واعطاء كل ذي حق حقه ورفض غيان النزعه الذاتيه الفرديه.
- ثانيا: حفظ النظام ومنع لغه النفوذ والمقاصد الضيقه وضروره حاكميه النظام العقلاني
- ثالثا: منح الحريه الوسيعه كما وكيفا فكرا واراده وبيانا مع عدم قبول الحريه المطلقه ولا الحريه النسبيه.
- رابعا: تثبيت القيم الانسانيه ماديه كانت ام روحيه شخصيه ام اجتماعيه ام غير ذلك.
المحور الثاني:
الحديث تاره يكون في الموضوع واخرى في المسائل وثالثه في المنهج المعتمد في تحقيق الامور والمقصود ها هنا التأكيد على البعد الثالث اعني البعد المنهجي فاننا نعتقد ان المنهج المعتمد في مثل هذه المقوله والكرامه الانسانيه اعني تثبيب الاولويه لفرد او الجهه بما ينسجم مع مواهبه الذاتيه ومقاصده وغاياته. وقد ورد في قوله تعالى (ولقد كرمنا بني ادم) والسر في هذا المنهج المعتمد لاننا نؤمن ان الانسان وكيل في الكون وخليفه وانه خلق في اطار الكمال الوجودي والسمو الروحي والعمران المادي وانه كائن له نزعه قيميه وفرديه واجتماعيه وماديه ومعنويه ونرى ضروره منح الانسان الحريه شريطه ان تكون تحت بودقه الكرامه ومن هنا نرى ان الحريه وسيله لا غايه خلافا لبعض المدارس.
ويتفرع على هذا المنهج الم مختار امور:
- اولا: منع العباده التي تخدش بكرامه الانسان كعبادة الاصنام والامور المحقرة وعباده الحيوانات ونحو ذلك.
- ثانيا: منع ما يخل بطبيعه الانسان من الشذوذ الجنسي والمثليه والعبور الجندلي.
- ثالثا: منع الاجهاض بكرامه الجنين.
- رابعا: عدم جواز الموت الرحيم كالموت السريري والسرطان المحتوم.
- خامسا: ان كرامه الميت ككرامة الحي.
- سادسا: عدم الاذن في تضييع كرامه الانسان ولو باذنه.
- سابعا: ضروره الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الشرائط التي ذكرت في محلها.
- عدم الاساءه للمقدسات والرموز الدينيه وكل ما يتنافى مع السلم المجتمعي فالاسلام يملك ثقافه الحقوق كما يملك ثقافه الواجبات وقد حظاها بالواعظ الذاتي والجزاء الاخروي والقانون الجزائي وبلغه الترغيب والترهيب وامضى ملف الحقوق بسعته وفق المنهج المذكور.
المحور الثالث: خصائص نظريه حقوق الانسان في الاسلام
نظريه حقوق الانسان في الاسلام نظريه متاصله ومتجذرة ومستندها تكريم الله عز وجل للانسان وجعله اسمى كائن في هذا الكون وانه خلق لهدف عظيم وانه خلق من نفس واحده ولا مائز بين الانسان والاخر في الخلق وفي الحقوق. بل هي نظريه تطبيقيه سياديه متكيفه مع طبيعه الانسان وذاته، فاهم خصوصية حقوق الانسان عندنا:
- اولا: كون مصدرها الهي فلا تقبل الحذف والتعطيل والنقص بل هي ثابته .
- ثانيا: منطلقها كرامه الانسان وعزته وسموه وبتبع الحريه التكوينيه ومقوله الحريه عندنا تتفاوت مع غيرنا.
- ثالثا: اسبقيه الاسلام عن المواثيق والشرائع الوضعيه في ارساء مبادئ الحقوق فالقران الكريم والسنه تعج برساله الحقوق بمعناها الوسيع جدا خلافا للمدرسه الاخرى.
- الرابع: التقديس لمنظومه الحقوق واعتبارها من الضروريات بل مارسته الحضاره الاسلاميه كفرض الهي وفكر رباني وعقيده الزاميه. فحقوق الانسان شرعت باصل الخلق فهي غايه الدين العليا فالحقوق توام الدين وكذا العكس
- خامسا: بما ان حقوق الانسان تسير في محاور اهمها اربعه: اولا الحقوق السياسيه والحقوق المدنيه ماديه كانت ام روحيه والحقوق الاقتصاديه والحقوق الاجتماعيه فنحتاج في فهمها العميق الى ملاحظه نصوص المشرعين وصياغه الفقهاء ومتابعه اقوال الفلاسفه والخلقيين كذلك ينبغي حمايه الحقوق في مجال الممارسه والتطبيق لتكون نظريه واقعيه لا مثاليه.
المحور الرابع: تحديات حقوق الانسان العالمي:
وما يسجل من ملاحظات على تلك الوثيقه الذي اسست في سنه 1948 بموادها المتعدده:
- اولا: الفجوة بين النظريه والخطاب بسبب عدم جعله مضمونا مقدسا او افقائه في قدره المحركية لهذا الخطاب او افلاسا في نشر هذه الثقافه بنحو عام.
- الثاني: الحقوق الاساسيه للانسان ما زالت تمارس بشكل تفاضلي وانتقائي وايديولوجي وتسويقي لمأرب سياسيه واستيلائيه.
- ثالثا: هل تمكن العالم من تنظيم وارساء الحقوق الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه والقيمية ام مجرد شعارات براقه.
- رابعا: المفهوم المتداول به اليوم عالميا لحقوق الانسان ولد وترعرع في احضان النظام الليبرالي والمذهب الفردي والمدرسه الوضعيه مرتكزا على مفهوم معين للحريه وجعلها غايه لا وسيله وكذا النظام الراسمالي والتفاوت الطبقي ومبدا اللا تكافؤي في توزيع الثروه بل حتى الديمقراطيه فهي ديمقراطيه راس ماليه لا بالمعنى الحقيقي فهي مشروعيه انسانيه ناقصه طغت قيم الاستغلال والاستلاب والظلم الاجتماعي بل قد اهملت هذه النظريه الانسان الاجتماعي فهي نظريه تؤمن بحق الفرد بعنوانه الاناني مع عدم الاهتمام بالاخرين وتجعله هذا الوجود المقدس في هذه المدرسه وجودا ماديا غريزيا خال من اي كمال معنوي وروحي.
اخيرا شكرا لحسن استماعكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته